بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز

يأتي احتفال الشعب السعودي ببيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – كل عام في 3 ربيع الآخر تعبيرًا عن الفرح بمناسبة عزيزة وغالية في نفوس كل أبناء الوطن، الذين يعبرون في هذا الاحتفال عن الوفاء للقيادة الحكيمة، وعن الانتماء لوطن يحظى بالتشريف الإلهي بخدمة الحرمين الشريفين، وعن الاعتزاز بالبناء الذي يعلو يومًا بعد يوم، في ظلِّ الأمن والاستقرار.

لقد بايع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ملكاً للمملكة العربية السعودية، بعد وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود في 3 ربيع الآخر 1436هـ الموافق 23 يناير 2015م؛ ليكون الملك السابع للمملكة بعد الملك المؤسس، والملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد، ثم الملك عبدالله، رحمهم الله، كما أنَّ الملك سلمان بن عبدالعزيز هو ثالث ملوك المملكة الذين يحملون لقب “خادم الحرمين الشريفين”، والذي حمله من قبله كل من الملك الراحل فهد بن عبد العزيز والملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز.

ترسم الذكرى فرحة شعب، وتسطر تاريخ دولة، وتخط مسيرة وطن حافلة بالإنجازات العظيمة، وتؤكد ما يحظى به خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله-  من محبة تغمر النفوس، وتشحذ الهمم، وتتوق إلى مستقبل جديد، رسمته رؤية المملكة 2030، التي باركها خادم الحرمين الشريفين، وقد صاغها سمو ولي العهد – حفظهما الله – لتعبيد الطريق أمام جيل جديد من أبناء المملكة يستلهم روح الرؤية، لصياغة مستقبل مشرق، بتوفيق الله، من أجل تلبية التطلعات، وتحقيق الإنجازات، بإستراتيجيات متوازنة، تسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية، والاجتماعية، والعمرانية، تحفل بمشروعات عملاقة تناسب ما للمملكة من طاقات بشرية ذات كفاءة، وموارد طبيعية، وتدفع مسيرة التنمية المستدامة، وترفع مستويات جودة الحياة والرفاه الاجتماعي.

تختزل منجزات السعودية منذ البيعة مسيرة وطن حافلة بالعطاءات، وتجسد جهودًا وطنية ودولية حثيثة نحو التميز والريادة المستحقة على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، أثبتت قيادة المملكة لمجموعة العشرين في العام 2020؛ قوة القاعدة الاقتصادية والحنكة السياسية والتميز الإداري، الذي ترتكز عليه المملكة، ما تعيشه المملكة من قفزة تنموية تجسد مستوى عاليًا من الجهود والاستثمار المستدام في قطاعات الدولة ومواردها.

شهدت المملكة في هذا العهد الزاهر نهضة تنموية غير مسبوقة في القطاعات الاقتصادية، والتعليمية، والثقافية، والاجتماعية، والصحية، وغيرها، وقد تمثَّلت في مشروعات عملاقة ومبادرات طموحة، تعكس الرؤية الثاقبة للقيادة، وحرصها على بناء وطن متقدم ومزدهر.

من أهم ما حققته المملكة هو تنويع اقتصادها بشكل كبير، وإيجاد مصادر دخل متعددة فلم يعد النفط هو المصدر الوحيد، إذ اتُخذت خطوات وثابة لتعزيز القطاعات الأخرى مثل السياحة، والترفيه والصناعة، التزامًا برؤية 2030 التي تهدف إلى التنوع الاقتصادي، وتحقيق اقتصاد يعتمد على المعرفة.

تمتلك المملكة أحد أكبر الصناديق السيادية في العالم، وهو صندوق الاستثمارات العامة، الذي يهدف إلى تحقيق العوائد الاستثمارية الطويلة الأجل عبر الاستثمار في قطاعات مختلفة حول العالم. حقق هذا الصندوق كثيرًا الاستثمارات الناجحة في شركات عالمية معروفة، بما يبرز رؤية المملكة في الاستدامة الاقتصادية.

الاحتفاء بذكرى البيعة؛ هو احتفاء بالأمن والأمان والاستقرار، هو تقدير لمنجزات وعطاءات شملت جميع مفاصل الوطن ومكتسباته في فترة زمنية غير مسبوقة، هو تهنئة للوطن والمواطنين بقيادة تعمل لرفعة الوطن، وتسعى لتحقيق تطلعاته، إذ تنوعت المشاريع وتعددت البرامج التنموية وتواصلت الجهود؛ لنحصد مزيدًا من الريادة والتمكين لوطن يزداد تألقًا ومكانة ترقى عامًا بعد عام، بما يقدمه من منجزات مشرقة، وما يفرضه من حضور مشرف على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي.

من المراجع:

عبلة مرشد، في ذكرى البيعة اعتزاز وفخر وولاء، موقع صحيفة الوطن، 2 ربيع الآخر 1445هـ (17 أكتوبر 2023م):

https://www.alwatan.com.sa/article/1135574