خير سلف
وكان الملك سعود -رحمه الله- أول السائرين على ذلك المنهج، والعاملين في إطاره حتى برزت ملامح التقدُّم، واكتملت هياكل عددٍ من المؤسسات والأجهزة الأساسية في الدولة.
وجاء من بعده رائد التضامن الإسلامي الملك فيصل -رحمه الله- فتتابعت المنجزات الخيّرة وتوالت العطاءات وبدأت المملكة في عهده تنفيذ الخطط الخمسية الطموحة للتنمية.
وتدفقت ينابيع الخير عطاءً وافرًا بتسلم الملك خالد -رحمه الله- الأمانة فتواصل البناء والنماء، خدمة للوطن والمواطن خاصة، والإسلام والمسلمين عامة، واتصلت خطط التنمية ببعضها؛ لتحقق المزيد من الرخاء والاستقرار.
وازداد البناء الكبير عزًا ورفعة وساد عهد جديد من الخير والعطاء والنماء والإنجاز بعد مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- ملكًا على البلاد، حيث تميزت الإنجازات في عهده -رحمه الله- بالشمولية والتكامل لتشكل عملية تنمية شاملة في بناء وطن وقيادة حكيمة فذّة.
وشهدت المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- المزيد من المنجزات التنموية العملاقة على امتداد الوطن في مختلف القطاعات التعليمية، والصحية، والنقل والمواصلات، والصناعة، والكهرباء، والمياه، والزراعة، والاقتصاد.
وهانحن اليوم، نعيش عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود –حفظه الله- عهد الاستدامة والنمو والتطور، ونشهد فيه قفزات كبيرة وخطوات غير مسبوقة في جميع المجالات داخليًا وخارجيًا، ورسمت ملامح المملكة، وأرست دعائم مكانتها السياسية والاقتصادية والثقافية، ورسخت دورها المؤثر في الاقتصاد العالمي، كونها قائمة على قاعدة اقتصادية صناعية صلبة، جعلتها ضمن أقوى 20 اقتصادًا على مستوى العالم.
بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، انطلقت المملكة في رحلة نحو مستقبل أكثر إشراقًا مع رؤية السعودية 2030، التي وضعها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية؛ لتكون خارطة طريق تعزز نقاط قوة مملكتنا التي وهبنا الله إياها، والمتمثلة في:
- الموقع الإستراتيجي للمملكة، وقوتها الاستثمارية، ومركزها في العالمين العربي والإسلامي.
- التزام قيادتنا، حفظها الله، ملتزمة تمامًا بتحقيق طموحاتنا وتعظيم إمكاناتنا.
يقف الباحثون والمؤرخون وقفة تأمل وإعجاب في تاريخ هذا الكيان الشامخ على البناء، وتخطي العوائق والصعاب والتغلُّب على كل التحدِّيات بفضل من الله وتوفيقه أولاً، ثم بالإيمان القوي والوعي التام بوحدة الهدف وصدق التوجه في ظل تحكيم شرع الله والعدل في إنفاذ أحكامه لتشمل كل مناحي الحياة، متأملين قيام الدولة السعودية الأولى 1139هـ بمناصرة الإمام محمد بن سعود دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب الهادفة إلى العودة إلى الإسلام الصحيح وتصحيح المعتقدات مما شابها من الشبهات، حيث تعاهدا -رحمهما الله- على التعاون للعودة بالمجتمع في جزيرة العرب إلى عقيدة الإسلام كما كانت عليه في صدر الإسلام، وسارا على هذا السبيل لتحقيق هذا الهدف الكبير.
بعد ذلك تتابع جهاد آل سعود منطلقين من ذات المنطلق فلم تنطفئ جذوة الإيمان في قلوب الفئة المؤمنة بانتهاء حكم الدولة السعودية الأولى بعد زهاء ستة وأربعين عامًا بسبب التدخل الأجنبي.
وفي العام 1240هـ (1825م)، قامت الدولة السعودية الثانية بقيادة الإمام المؤسس الثاني تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود -رحمه الله- الذي واصل ومن بعده أبناؤه نهج أسلافهم نحو ثمانية وستين عامًا.
وبزغ فجر اليوم الخامس من شهر شوال من العام 1319هـ إيذانًا بعهد جديد حيث استعاد الموحّد الباني الملك عبدالعزيز -رحمه الله- مدينة الرياض ملك آبائه وأجداده في صورة صادقة من صور البطولة والشجاعة والإقدام فوضع أولى لبنات هذا البنيان الكبير على أسس قوية هدفها تحكيم شرع الله والعمل بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وأرسى الملك عبدالعزيز -رحمه الله- منهجًا قويمًا سار عليه أبناؤه من بعده لتكتمل أطر الأمن والسلام وفق المنهج والهدف نفسه.
وضعت رؤية السعودية 2030 أُسسًا قوية للنجاح، بدأت بتنفيذ إصلاحات غير مسبوقة، شملت القطاع العام وجميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية. وعلى الرغم من التحدِّيات، ازداد العزم على تحقيق الأهداف، واكتساب خبرات لا تقدر بثمن.
أصبحت الأعمال الحكومية أكثر كفاءة، وجرى خلق فرص استثمارية جديدة، وزيادة المشاركات العالمية، وتحسين جودة حياة السكان؛ لتشمل هذه الإنجازات المتلاحقة جميع أبناء الوطن العظيم.
مع استمرار رحلة التحول، تسير بلادنا بثبات لتحقيق أهدافها بحلول عام 2030.
تحرص القيادة على تمكين المواطنين والشركات للوصول إلى الاستفادة المثلى من إمكاناتهم، إضافة إلى تنويع الاقتصاد، ودعم المحتوى المحلي، وخلق فرص نمو مبتكرة؛ تعززها بيئة داعمة للاستثمارات المحلية والأجنبية، بالتزامن مع فتح صندوق الاستثمارات العامة قطاعات جديدة، تسهم في النمو الاقتصادي للمملكة.
التقدُّم الذي حققته المملكة كان نتيجة لعمل المواطنين الجاد، والشراكات مع القطاع الخاص والقطاع غير الربحي، ويستمر العمل معًا لتحقيق الأهداف، وتعزيز مكانة المملكة على الساحة العالمية.
في يومها الوطني الـ 93.. المملكة عقودٌ من الرفعة والسؤد، موقع وكالة الأنباء السعودية “واس”، 7 ربيع الأول 1445هـ (22 سبتمبر 2023م):
https://www.spa.gov.sa/af7c0bfb34n
نبذة حول رؤية 2030، موقع الرؤية الرسمي: